Saturday, February 23, 2013

صدفة 2





يوليو  2012









و كعادة قصتهما  ،،  يتقابلا ليفترقا من جديد  ...  و كأن الصدفة ترسل لهما برسائل لا يستطيعوا فكّ شفرتها و قرأة ما بها  ...  و ظل القدر حريصاً على تحقيق حلمه  ...  فعندما تقابلا مرة أخرى في إستراحة القطار كان قد قرر كل واحد أن يترك قطار السعادة الواهمة التي كان مسجون بداخله  ...  كان قد إتخذ كل منهما قراره ببداية مرحلة جديدة في رحلته ليبحث عن قطار آخر يأخذه لرحلة أمل جديدة  ...  فقد كانت تجمعمها كثير من الصفات  ،،  الإحتياجات  ،،  و الأحلام  ...  ففي نفس الوقت إنفصل كل منهما عن حلمه الذي كان بدأه مع شخص آخر  ،،  فضّل كل منهما الإنتظار بالمحطة بحثاً عن قطار السعادة الحقيقية و العشق الحالم  ،،  ظلَا في إنتظار ذلك القطار الذي ربما لا يصل المحطة و لكن يكفيهم أمل الإنتظار  ...









علم القدر   -  بطل القصة الحقيقي  -   وقتها أنه أخيراً جاءت له الفرصة الذهبية بعد طول إنتظار  ...  فقد قرر لهما أن يظهر كل منهما في رواية الآخر في دور الصديق  ...  كانت صداقة حقيقية بريئة خالية من أي تكلف أو أهداف خفية  ...  عاد لها لتقوم هي هذه المرة بالدور ذاته  ،،،  دور الصديقة الناضجة ليحكي لها عن قصصه  ،،  عن تردده و حيرته  ...  يحكي هو و تتأثر برواياته  ...  و تحكي هي و يسمع لها  ...  و قام كل منهما بدور الصديق في أحداث رواية الآخر بإتقان  ...









عندما كانت تستمع إليه و هو يحكي عن حبه الأول كانت تحسدها على حبه لها  ،،  كانت دائماً تتسائل ماذا فعلت كي تجد كل هذا الحب داخل قلب إنسان  ...  حلمت كثيراً بأن تجد يوماً من يحبها و يصفها بمثل ما كانت تسمع منه  ...  كانت تتمني أن يدخل حياتها ذات يوم شخص مثله بكل تفاصيله  ...  أصبح فارس أحلامها دون قصد و هي تعلم إستحالة حدوث ذلك  ...








كلما تحدثت عن حياتها و أحلامها زاد إنبهاره بها  ...  عندما كانت تشكو له من قسوة البشر كان يتعجب كيف لأحد أن يقابل كل هذا الكم من البراءة  ،،  الحنان  ،،  النضج  و العشق و يتركها تمضي بدونه  ...  يوماً بعد يوم وجد نفسه يفكر فيها دون أن يدري  ...  أصبح يبدأ يومه باحثاً عنها  ...  وجد فيها من كان يبحث عنها و كاد أن يفقد الأمل أن يجدها ذات يوم  ...  وجدها بطلة حلمه حتى يبدأ في تحدّ مع نفسه  ،،  هل يستطيع أن يحقق ذلك الحلم أم لا  ...









و تأتي المعجزة التي تقلب مسار الحدوتة رأساً على عقب  ،،،  و تغير أحداث و مشاهد الرواية بأكملها بشكل مفاجيء لكل أبطال القصة  ...  فكلما طالت أحاديثهما قصرت المسافات بينهما  ...  ظهر لها هذه المرة وسط وحدتها و لكن في دور البطولة المطلقة ليكون صديقها و ونيس لياليها  ،،  ليكون الضوء الذي يجذبها وسط النفق شديد الظلمة فيضيء لها خطوتها نحو مستقبل أكثر دفء  ...









ظهرت له وسط حيرته و من بين تخبطات كثيرة بين خيارات اللجوء للماضي الذي لا يستطيع الهروب من ذكرياته  ...  جاءت وسط الطريق لتكون بطلة روايته  ،،  لتأخذ بيده باحثين عن شمس نهار جديد تشرق فوق ربا خضراء وسط تغريدات فراشات تزغرد لهما فرحاً و بين نسائم هواء تتطاير معلنة بداية جديدة لعشق وليد  ...











بعد طول إنتظار  ،،  و بعد أن ذاقا مرارة الصبر و عدم التخلي عن الأمل  ،،  وجد كل منهما القطار الذي طالما إنتظره و كاد أن يفقد الأمل أنه سيأتي يوماً  ...  أحاديثهم لا تننقطع  ...  كل منهما كان للآخر كتاب داخل صندوق يحكي عن أسطورة شغوف  لأن يتعرف عليه و يكتشف تفاصيله  ...  كل منهما كان يترك الآخر في ميعاد النوم و ينتظر متى سيأتي الصباح ليستكمل حديثهما  ،،  ليستكمل رحلتهما و ينقب عن الكنز المختبئ بداخل الآخر و لم يستطع أحد من قبل أن يكتشف خباياه و يقدّر قيمته الحقيقية  ...









كان لها حقيقة حلم لإيجاد العشق و الحنان الذي طالما بحثت عنهم في رجل  ...  و كانت له آخر فرصة لإيجاد النضج و الجمال الذي طالما بحث عنهم في إمرأة  ...












حتى جاء اليوم  ،،  بل اللحظة التاريخية في الحدوتة  ...  حين قرر أن يلقي بكل كتب القصص القديمة من الشرفة و يبدأ في كتابة سطور جديدة في القصة الأخيرة على ورق وردي بلون شفتيها  ...  قرر أن يغلق نوافذ الحب الأول ليفتح نافذة الحب الحقيقي ليستقبل من خلالها شمس جديدة تدفيء قلبه  ...











No comments:

Post a Comment