Saturday, July 14, 2012

عيش أحلى ما في اللحظة





       بعد رحلتنا الطويلة في الحياة الصعبة بضغوطاتها المستمرة ،،، دائماً تجدنا نتحدث عن طفولتنا ،،، مع تَعرِفنا الدائم لها بأجمل فترة في العمر و إن عودتنا لتلك الأيام أصبح حلم مستحيل تحقيقه ... نتمنى كل يوم الوصول لها مرة ثانية و لكننا للأسف لا نملك آلة الزمن ... نحمل كل ذكريات تلك المرحلة بتفاصيلها في عقلنا الباطن حين كانت أمنياتنا تصل إلى أبسط حدودها و لكنها كانت في مخيّلتنا و قتها قد يصل وصفها لحد أعقد المشكلات ...





     




        نتمنى لو نعود يوماً هناك حيث تسكن فرحتنا ،، لعبنا ،، و بساطتنا ... أحلى وقت في اليوم حين نجد الإبتسامة تملأ وجههنا و نحن نتذكّر طفولتنا ... بالرغم من أن البعض يعلم جيداً أنه كان يكره كونه طفل يستأذن قبل كل خطوة و يُعاقب على كل غلطة ،، و أن كثيراً مننا لم يشعر بحلاوة فترة طفولته وقتها لأنه كان يحلم باليوم الذي يصبح فيه كبيراّ ... كل واحد فينا متأكد إنه لو فَرَك المصباح و وافق علاء الدين إنه يعيد له قامته القصيرة و أفكاره البسيطة و سِنّته المكسورة و وجهه المبتسم ببراءة ،،، حيرجع يزعل لو حد قال عليه إنه لسّه "طفل" و يقضّي فترة طفولته يقلّد الكبار و يحلم إمتي يكبر و يبقى زيّهم ... و يفرح يوم عيد ميلاده إنه كبر سنة بحالها ...








حيرجع يقف على سجادة الصلاة و أخته الصغيره وراه و يقول "أمين" زيّ ما بيشوف أبوه بيؤمّ أمّه في صلاة العشاء ...






    حترجع تلبس جزمة أمها اللي بكعب و تقلّد ماشية و لبس و حركات ميس نهى مدرسة الإنجليش اللي بتحبها ...

















حيرجع يلبس الCap على راسه عشان أما يكبر يطلع ظابط زيّ أبوه ...








    حتحطّ طرحة أمها البيضاء على شعرها و تحلم إمتى تكون عروسة ...











حيبصّ على عربيته اللي بالريموت كنترول و يحلم إمتى يكبر و يجيبوله عربية بجد و يسوقها زيّ عمّه ...








    حتفضل تحلم إمتى تسيّب شعرها ... و تلبس فساتين البنات الكبار زيّ جارتها الكبيرة و هي رايحة الجامعة ...









حيرجع يشفط من الألم الرصاص و ينفخ في الهوى و ينتظر اليوم اللي حيكبر و يشرب سجاير زيّ خاله ...






    حترجع تاني تحطّ روج يوم عيد ميلادها و تنام من غير ما تغسل وشّها عشان يفضل باين لتاني يوم و هي رايحة المدرسة ،،، و تحلم إمتى تحط ماكياج ...



حيفضل لعبته المفضّلة إنه يستخبى ورا المخدة و يضرب بمسدسه لحد ما يقبض على المجرمين زيّ أحمد السقا ... 





    حتفضل تكلم نفسها في تليفونها اللعبة زيّ بنت خالتها اللي في الكلية ما بتكلم أصحابها ...






       و بعد ما تنتهي زيارتنا لأحلى أيامنا ،،، و عمّ حزمبل يرفض يمدّلنا مدّة الزيارة و ينهيها بجملته الشهيرة "اليوم خُلُص" ،،، نكتشف أننا أضاعنا نصف عمرنا وسط ذكريتنا و الترحم على أيام الطفولة اللي و إحنا فيها ضيّعناها برضه في حلمنا بإننا نكون زيّ دلوقتي "كبار" بما تحمله هذه الفترة من أحلام وردية في نظر أي طفل ... لأننا "كُبار" ،، قرارنا من دماغنا ،، حياتنا مستقلة دون مذاكرة و دون مُساءلة أو عقاب من أحد أكبر ،، حرية مطلقة دون تحكّم أهل ... و ده طبعاً مش حقيقة مرحلتنا لكن هي دي الإشاعات اللي كانت بتتردد بيننا و إحنا أطفال D:







       و نجد أيضاً - يا لا سخرية القدر - إننا نضيع النصف الثاني من حياتنا في حلم آخر مستقبلي ... يا ترى إمتى حقابل شريك حياتي ... هو أنا حلاقي في يوم فتاة أحلامي و الإنسانة اللي أحبها ... أنا حعرف أجيب مجموع كبير في الثانوية العامة و أدخل كلية الطب و أبقى دكتورة ... لمّا أتخرج حقدر ألاقي شُغل ... نفسي ربنا يرزقني ببنوتة حلوة شبهي ... إمتى مديري يرضى عني و أترقّى ... ذلك الحلم المستقبلي الذي يتحّول بطبيعة الحال من مجرد حلم إلى حالة مزمنة من القلق ،، التوتر ،، التردد ،، و الحيرة ،، و أحياناً تتحول الأعراض إلى ألم و إحباط في كثيراً من الأحوال ... ذلك القلق حول إمكانية تحقيق تلك الأحلام ربما يفقدنا الشعور بلذّة الحياة و ينسينا متعة الإحساس بأحداث اليوم الذي نعيشه لإنشغالنا المفرط بالغد ...







       و في مرحلة أكثر تقدّماً من العمر و حين نحقق جزء من هذه الأحلام ،،، نعود مرة آخرى نتذكّر تلك الأيام التي نعيشها اليوم و في وجهنا إبتسامة تحسّر على أيام الشباب التي أضاعناها و نتمنى لو تعود يوماً ،،، فهي أحلى أيامنا ... أيام ما كنا شباب و صحتنا مساعدانا و عندنا طموح نحقق أحلامنا ... أيام ما كان عندنا وقت  أصلاً نحلم بعيد عن دوشة الأولاد و طلباتهم  ... و كالعادة سينقضي النصف الثاني من هذه الحقبة الجديدة في القلق المبالغ فيه على أولادنا ،،، تأمين مستقبلهم ،،، تحقيق أحلامهم و تحقيق معهم ما لم نستطع تحقيقه ،،، و حرصنا الشديد في تربيتهم اللي دايماً عايزنها أحسن من تربيتنا ...







من الآخر !!!  الإنسان خلق في كبد ... لا يقدّر قيمة الفترة العمرية التي يعيشها إلا بعد مرورها أي بعد فوات الآوان ... و يكتشف أنه لم يستمتع بها كما ينبغي ... و يعي وقتها أن الفترة السابقة كانت أجمل فترات حياته ... لأنه ببساطة دائماً يضيع نصفها في حلم الماضي و الحنين إليه و الترّحم على أيامه و ذكرياته السابقه ... و النصف الآخر منها يضيعه في حلم المستقبل حيث تظهر عليه أعراض القلق و الحيرة حول منحنيات حياته و طموحاته ...







نفسي نتعلم نعيش النهاردة و لو مرة واحدة ،،، أو نتعلم نحلم حلم للنهاردة و نصحى بدري عشان نلحق نحققه برضه النهاردة ،،، قبل ما النهاردة يبقى إمبارح و نندم عليه بُكره ...





" Just Make the Most of Now " 




2 comments: