Tuesday, July 10, 2012

كفانا فرعنة



     عذراً لخروجي عن الصمت السياسي الذي أقمته منذ إنتخابات الرياسة و توّلي رئيس البلاد (هداه الله لصالح مصر) و ذلك لرؤيتي أني كمواطنة بسيطة قد أديّت دوري نحو سياسة بلدي بإعطاء صوتي لمن أراه يستحق المنصب ... و من وجهة نظري ألّا يليق لل 85 مليون مصري أن يمتهنوا السياسة و لذلك كنت أنوي الصمت السياسي و أكتفي بمتابعة الأحداث لحين الإنتخابات القادمة ...



-     هل قامت ثورة 25 يناير من أجل إرساء و تفعيل مبادئ و مفاهيم بوجه عام لم يكن أحد يطبّقها في العهد السابق ؟؟ أم أنها كانت تهدف لإسقاط حزب حاكم بعينه و تسليم مصر تسليم مفتاح لحزب حاكم آخر تحديداً ؟؟!!


-     أتّذكر جيداً هتاف شعب مصر يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 "عيش ،، حرية ،، عدالة إجتماعية" ... أكانوا يقصدون "حرية و عدالة" تحديداً أم جاءت صدفة ؟؟!!


-     فمن ضمن المبادئ الذي نادينا بها و مات شهدائنا من أجلها هو إستقلال القضاء و عدم تسييس أحكامه و إحترام سيادة القانون ،،، أم كان الثوّار في التحرير ينادون بإسقاط مبارك و توّلي مرسي مع إستمرار كل المفاهيم و الممارسات البائدة ؟؟!!


-     فلماذا رجع الثوار بيوتهم و نحن نرى كل مبادئ ثورتهم تنتهك مرة آخرى ؟؟!! كان مبارك يفصّل قوانين لتقنين تصرفاته و ربما فعلها المجلس العسكري الإنتقالي ،، فهل هذا مبرر لرئيس الثورة أن يستمر في نفس الممارسات التي قامت الثورة لوقفها ؟؟!!


-     كان مبارك يتهم من ينتقده أو يخالفه الرأي إما بأنه إخوانجي يهدف للوصول للحكم أو إنه عميل و مموّل من الخارج يهدف لتقسيم مصر ... و أرى الآن إتّهام كل من يعترض أو ينتقد أي تصّرف بأنه إما شخص منسوب للمجلس العسكري أو للمخابرات يهدف إلى إفشال الرئيس الجديد و الإنقلاب على الحكم ...


-     يا ثوّار التحرير ،، أتدافعون الآن عن إستقلال القضاء و تفعيل مبادئ ثورتكم بأن القانون واحد لا يتجزأ و يطبق بالعدل على الكلّ بما فيهم رئيسكم ،،، أم ستدافعون عن الرئيس الإخواني حتى و لو أخطأ في حق مبادئ ثورتكم ؟؟!!


-     ماذا لو كان مبارك هو من فعلها و ألغى قراراً للمحكمة الدستورية ؟؟!! ماذا لو أن أي رئيس آخر و عد شعبه ببابه المفتوح ،، ثم أخرج لهم عساكر الأمن المركزي حين ذهبوا بمطالبهم البسيطة إلى باب قصره كما وعدهم ؟؟!! ماذا لو كان الفوز في الإنتخابات السابقة من نصيب أحمد شفيق ،،، و نتخيّل مجرد تخيّل أنه أصدر أول بيان من الرئاسة بقرار جمهوري من رئيس البلاد بالعفو عن مبارك نظراً لتقدّم سنه و حالته المرضية ... كان حيبقى ردّ فعل الرأي العام و الشارع المصري إيه ؟؟!! ولّا هو سيادة القانون و نزاهة القضاء و إحترام أحكامه تابووووو لناس و ناس ؟؟!! يبدو أن الثورة لم تقضي على الوسطة و لم تحقق العدالة الإجتماعية في الحكم على كل الأفراد على حدٍ سواء بل مازلنا نكيل بمية مكيال ...


-     لا أطالب بثورة جديدة ،، أو إسقاط الرئيس الذي جاء بإنتخابات شرعية و نزيهه و جاء بإرادة شعب مصر ... و لكن كفّوا عن طبيعة الفراعنة في تأليه الحاكم ... من حقنا الإعتراض على قراراته حين يخطئ و نثني عليه حين يفلح ... من حقنا نقده نقد بنّاء لمصلحة بلدنا دون أن نُتّهم بأننا متحوّلون أو نهدف لإسقاطه أو أننا مندّسون من جهة معينة ... فقد قمنا بالثورة ،،، و أرسخنا مبادئ عدم تسمية المدارس و المنشآت العامة بأسم الرئيس و حرمه المصون و عدم وضع صورته في المصالح الحكومية ،،، و ذلك من أجل تغيير صورة الرئيس أيّاً كان هويته من إلاه مقدّس إلى موّظف أعانه الله على خدمة وطننا ،،، ثم بعد ذلك عدنا مرة آخرى لنفس العادات البائدة في تأليه الحاكم و التطبيل له ،،، و كل من يعترض فهو صاحب نوايا خبيثة ...


-     أنا كنت ممن أُطلق عليهم يوماً لقب "عبيد" ،،، لأني كنت دائماً ضد المتاجرة بآلام المواطن و دماء الشهداء من أجل الوصول للحكم ... لكني تأكدت الآن أني حرّة ،، أحب وطني ،، و أنتقد جداً  "عبيد" النظام الجديد ... فقد أسموني فلول ،،، بالرغم من أنني لم أدافع يوماً عن خطأ إرتكبه مبارك و حاشيته ضد وطني مصر ...





2 comments:

  1. بداية أنا مع قرار رئيس الجمهورية بشأن مجلس الشعب،لأن هذا على الاقل أظهر أنه يستطيع فعل ما يريد ليس في صالح الاخوان و لكن في صالح هيبته التي نريدها لرئيس و ليس لأراجوز،فقرار الدستورية كان مسيس و نحن نحتاج لتطهير، و عادة التطهير يكون بالدراع و ليس بالقانون..أما نحن الشعب المصري فجميعنا تائهون، فلا رأي لمن يصل بإعجابه و مدحه حد التملق و النفاق و العبادة و لا لمن يصل بنقده حد السب و الاهانة..و هذا هو حال غالبيتنا..و الأسوأ أننا لم نعتاد حتى الان فحص ما تسمعه أذاننا و لا ما يجب أن تنطقه ألسنتنا و نحن نعلم أننا في فترة الكذب الكبرى..ربما لم اعلق التعليق الائق بما كتبتيه و أعجبني و اتفق معك فيما اتفق و اختلف فيما أختلف و لكن يبقى مصير الوطن في المقام الاول يحتاج الى الوحدة و ليس الى الاختلاف و الخلاف..تحياتي

    ReplyDelete
  2. حول قرار رجوع مجلس الشعب إختلف فيه القضاة نفسهم مش إحنا بس ... فمن البديهيات أننا نختلف في الرأي بما إننا سنة أولى سياسة ... و أتفق معك جداً في باق التعليق ... و خصوصاً في أننا في فترة الكذب الكبرى أو بمعنى أصح في فترة فتن ...

    ReplyDelete